EN

المحادثات السورية الإسرائيلية.. طريق نحو التطبيع أم سعي لتفادي التصعيد؟

شارك

بعد سقوط نظام الأسد في كانون الثاني/ديسمبر الماضي، شهدت منطقة الشرق الأوسط تغييرات جذرية في المشهد السياسي، لعل أبرزها في الوقت الحالي السؤال عن العلاقات بين سوريا وإسرائيل. ففي وقت سابق من الشهر الجاري، عُقدت اجتماعات سرية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في عاصمة أذربيجان باكو، كما عقدت محادثات أخرى في أبو ظبي، في حين تناول الإعلام الإسرائيلي جملة من الأخبار حول لقاءات وفود سورية وإسرائيلية في أوروبا.  

برزت مؤخرا تقارير عن محادثات سرية وعلنية جرت بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، كان آخرها تقرير رويترز الذي نشر الثلاثاء. وغالبا ما كانت تلك المحادثات تجري من خلال وساطة دولة ثالثة، وكان الهدف منها دوما تجنب التصعيد العسكري وتوفير بيئة أكثر استقرارا في المنطقة.

الكثير من التطورات الجذرية طرأت على هذا الملف، فبعد عقود من العداء العلني بينهما، يبدو أن “تابو” المحادثات قد كسر، لكن في ظل وجود الكثير من الملفات العالقة بينهما، جغرافية وتاريخية وسياسية واقتصادية ومواقف شعبية.

وبالحديث عن المواقف الشعبية، هل يمكن قياس حجم القبول أو الرفض الشعبي السوري للتطبيع مع إسرائيل؟

المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) أصدر في نهاية نيسان الماضي نتائج استطلاع للرأي أجراه على أكثر من 2500 مواطن سوري حول القضية، جاء فيه أن 46.35 في المئة لا يؤيدون اتفاق سلام مع إسرائيل، مقابل نحو 40% من المؤيدين، وهذه نسبة مرتفعة إذا ما قارنا النسب مع الموقف العام من إسرائيل خلال العقود السابقة.

ولنفترض أن البلدين تمكنا من التوصل لاتفاق سلام بينهما، هل ستتخلى إسرائيل أو سوريا عن هضبة الجولان في الإطار؟

هناك من يعتقد، إسرائيليا، أنه يمكن للطرفين أن يتوصلا لتفاهمات حولها شبيهة باتفاقات وادي عربة بين الأردن وإسرائيل (تأجير غور الأردن). لكن ما هي قابلية هكذا طرح؟

في كل الحالات، يبدو أن هناك رغبة سورية بتهدئة التوترات على الأقل مع إسرائيل، من خلال تغيير النبرة السياسية تجاهها وحتى اتخاذ إجراءات ميدانية من بينها إغلاق مقرات الفصائل الفلسطينية ومواقع حزب الله على أراضيها، وحتى طرد النفوذ الإيراني من سوريا.

المصدر: مونت كارلو