EN

موقف الشارع السوري من أحداث السويداء

شارك

المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى).

24/07/2025

أصدر المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) تقريرا رصد رأي الشارع السوري بالصدامات التي مرت بها محافظة السويداء، خلال الأيام الماضية، والتي خلفت أزمة من العنف الطائفي على الأرض وعبر المنصات الرقمية، وذلك بهدف معرفة الرأي الجمعي السوري حول المتسبب بهذه المقتلة وموقف السوريين من تعامل الحكومة السورية مع الأزمات التي تمر بها، والمسؤوليات المناطة بها لتحقيق الأمن والاستقرار.

وتضمن التقرير الذي حمل عنوان “موقف الشارع السوري من أحداث السويداء” آراء عيّنة مكونة من 1950 مستجيبًا ومستجيبةً، نصفهم من الإناث، من 13 محافظة سورية، باستثناء محافظة السويداء، وجمع الباحثون الميدانيون في مركز مدى البيانات على مدى 4 أيام، بين 18 – 21 تموز / يوليو.

ورجّح السوريون، بحسب نتائج الاستطلاع، أن الخلفية التي أدت إلى اندلاع المواجهات والاشتباكات في السويداء تعود إلى وجود مخطط إسرائيلي لتفجير الصراع بين مكوّنات المجتمع السوري، بنسبة 43.5%، فيما حمّل ثلث المستجيبين المسؤولية لميليشيات عسكرية درزية لم تندرج ضمن صفوف المؤسسات العسكرية والأمنية حتى لحظة وقوع الاشتباكات، وما ارتبط بهذا الواقع من اعتداءات على عناصر من الأمن العام.

واعتبر غالبية السوريين (80%)، أن ما حدث في السويداء، من سلوك الميليشيات الدرزية المسلحة، ودخولها في اشتباكات مع قوات الأمن السوري، والتغيرات في المواقف تجاه الاتفاقات الموقعة ومن ثم نقضها، هي دعوات انفصالية عن سورية. خاصة مع طلب شيخ الطائفة الدرزية في فلسطين من القيادة العسكرية هناك التدخل لصالح الدروز، وبعد طلب زعيم الطائفة الدرزية في السويداء الشيخ حكمت الهجري الحماية الدولية، ولاحقًا، قصف إسرائيل مواقع حكومية حساسة وسط العاصمة دمشق.

بالمقابل، اعتبر السوريون (63%) أن المدنيين من دروز محافظة السويداء وما عانوه من نظام الأسد وعنفه عن طريق أزلامه وميليشياته طوال فترة الحرب السورية. ومقاومة سكان المحافظة التجنيد الإجباري، يصب في صالح تمسكهم بالخيار الوطني ورفض النزعات الانفصالية. وأن المكوّن الدرزي السوري يؤيد الخيار الوطني عن طريق ضرورة الاندماج في الدولة الجديدة، اجتماعيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

وعن تدخل العشائر السورية على خط المواجهات العسكرية في السويداء، اعتبر السوريون، قرابة ثلثي العينة، أن تدخل العشائر كان بدافع “الفزعة” لبدو السويداء، فيما رأى قرابة 27% أن العشائر أخذت دور الدولة السورية في المواجهات.

 ورأى السوريون أن حالة التخبط لدى الحكومة السورية ودخول العشائر واقتياد الدولة إلى فخ كان من الممكن تجازوه في السويداء، هي أخطاء ارتكبتها الحكومة السورية، لذلك اعتبر 55% من السوريين أن الحكومة أخطأت في هذا الملف.

 على صعيد آخر، أيدت الغالبية المطلقة من السوريين سحب السلاح العشوائي خارج إطار الدولة، وتفعيل لجان السلم الأهلي في المنطقة، وإشراك المجتمعات المحلية في إدارة مناطقها، وعودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم في المحافظة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات من الأطراف كافة، وبسط الدولة سيطرتها على كافة الأراضي السورية. لكن مسؤولي “مركز مدى” اعتبروا أن بسط الدولة سيطرتها على كافة الأراضي، يتطلب بالدرجة الأولى، الدعوة إلى حوار سياسي ومجتمعي يشمل المكونات السورية والتيارات السياسية كافة، من أجل إعادة تثبيت خطوط الرؤية الوطنية التشاركية، وتفعيل آليات العدالة الانتقالية، ومحاسبة كل المنتهكين خلال فترة الثورة السورية، والمسؤولين عن الانتهاكات في مناطق الساحل والسويداء.

لقراءة التقرير، اضغط هنا