EN

“نحو التطبيع” آراء وتوقعات السوريين حول توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل

شارك

المركز السوري لدراسات الرأي العام “مدى”

توقع  60 بالمائة من السوريين إعلان معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل مستقبلًا، وأيد 40 بالمائة التطبيع مع إسرائيل.

هذا التقرير يتضمن نتائج استطلاع للرأي شارك فيه 2550 من السوريين في عموم المحافظات، بعنوان “نحو التطبيع.. آراء وتوقعات السوريين حول توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل”.

ووفقا للمناطق السورية، أبدت محافظتا السويداء والقنيطرة نسبًا مرتفعة في تأييد وجود اتفاقية سلام مع إسرائيل، مقابل تراجعها في درعا وبقية المحافظات، وأرجع المركز ارتفاع التأييد في المحافظتين إلى تصاعد خطاب حماية الأقلية الدرزية من قبل إسرائيل في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، والعبء الذي يتحمله أهالي محافظة القنيطرة، كونهم على تماس مباشر مع القوات الإسرائيلية التي تنفذ توغلات عسكرية دون رادع لها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأشار الدكتور حسام السعد رئيس مركز “مدى”، إلى أن الاختلاف في آراء العينة شمل أيضاً كلاً من القومية والديانة والطائفة، فعلى مستوى القومية، كان المكوّن الكردي، من عينة الدراسة، هو الأكثر تأييدًا لوجود معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، وكان المسيحيون أكثر تأييدًا للمعاهدة، فيما كانت الطائفتان الإسماعيلية والعلوية أكثر تأييدًا لمعاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، مقابل المكوّن السني في عينة الدراسة.

ووفقا لنتائج التقرير، أيّد 62 بالمائة من عينة البحث من القومية الكردية وجود المعاهدة، ويرجع ذلك للواقع السياسي الذي تعيشه سوريا وموقف الأكراد السوريين، على المستوى السياسي في أحزابهم وتحالفاتهم، حيث شهدت مرحلة الحرب السورية تقاربًا واضحًا بين الخطابين السياسيين الكردي والإسرائيلي، على اعتبار دعم إسرائيل لمحاولات وجود دولة كردية أو حكم ذاتي في البلدان التي يتواجدون فيها”.

ووفقًا للتقرير، فإن إحلال السلام يمكن أن يعمل على استقرار المناطق التي يعيش فيها الكرد، بعد عقود من الحروب لاسيما منذ عام 2011 وحتى اليوم، حسب تصورات عينة الدراسة من المكوّن الكردي.

وأرجع الباحثون في “مركز مدى”، وفقًا للنتائج، ارتفاع نسبة العلويين والدروز المؤيدين لاتفاق التطبيع مع إسرائيل، إلى التصريحات الإسرائيلية التي ارتبطت بالأحداث العسكرية في مناطق الساحل السوري، حيث الغالبية من الطائفة العلوية، والخطاب الدعائي الذي صدّرته إسرائيل حول حمايتهم هم والأقليات الأخرى كالطائفة الدرزية بشكل خاص. مترافقا مع المخاوف التي انتشرت بين أبناء الطائفة العلوية على وجه الخصوص، بعد سلسلة من الأعمال العسكرية ضد ما أُطلق عليه “فلول النظام السابق”.

وبحسب نتائج المسح، فإن وجود محافظة السويداء على خطوط تماس مع القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا، مضافاً إليها تدخّل المرجعية الدينية الدرزية في شمال فلسطين بالتأثير على دروز سوريا وإقناعهم بجدوى حمايتهم من قبل إسرائيل، أدى إلى رغبة أكثر من نصف الدروز بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل

ووفقا للتقرير، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع مع إسرائيل، حيث رأى أكثر من 70 بالمائة أن التطبيع سوف يعمل على “قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا”، وبالتالي “تحسّن الوضع الاقتصادي”.

ومن الناحية الأمنية، اعتبر أكثر من نصف السوريين أن التطبيع سيؤدي إلى انتهاء الحروب في المنطقة، و”تحسن الوضع الأمني في سوريا.

ورغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، إلا أنهم اعتبروها الدولة الأكثر خطرا على بلادهم، تليها إيران والولايات المتحدة وروسيا، وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لاسيما وأنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص. وجاءت المملكة العربية السعودية كأقل البلدان خطرا على سوريا.

فيما يلي التقرير التفاعلي :


للإطلاع على التقرير:

من خلال الرابط التالي